تقرير مصور عن صناعة صقل المرمر والرخام في الأردن من عام 1953
تأسست شركة التنقيب عن المعادن الأردنية عام 1946 وكانت غايتها التنقيب عن المعادن في أراضي المملكة واستغلالها. وقد حفز اكتشاف حجر المرمر بكميات وافرة الشركة على انشاء معمل لقطع الرخام والمرمر وصقلهما، على مساحة كبيرة واقعة على طريق عمان - المحطة. ومن ثم استحضرت بعض الفنيين الإيطاليين للعمل في مصانعها ، كما قامت بنفس الوقت بتعليم عدد من أبناء البلاد هذه الصناعة الهامة ، حيث استطاعت بعد مدة وجيزة الاستغناء عن الفنيين الاجانب وأصبحت كافة اليد العاملة في المعامل من أبناء البلاد.
بدئ بإقامة المنشآت الخاصة بمعامل الشركة وتركيب الآلات في سنة 1949 وبوشر بالعمل في أول سنة 1950 ونزل الانتاج الأول إلى الأسواق المحلية ، ومن ثم إلى أسواق البلاد العربية المجاورة كالعراق وسوريا ولبنان. كما أن بلداناً كثيرة منها مصر وأميركا وإيطاليا وإنجلترا وغينيا ، طلبت شراء كميات وافرة من منتجات الشركة ، مما حدا بالشركة إلى توسيع معاملها وزيادة الانتاج لسد حاجات البلاد الراغبة بشراء منتجاتها. وفعلاً أوفدت عضوين من أعضائها إلى إيطاليا لشراء آلات جديدة تقوم إلى جانب الآلات الحالية بالعمل على توسيع الانتاج ، بحيث تزداد النسبة إلى ثلاثة أضعاف الانتاج الحالي.
وقد عملت الشركة على حفر بئر ارتوازية فى ارض المعمل لتقوم بسد حاجات المعمل المتزايدة من المياه. وأقامت آلة خاصة لسحب المياه من البئر إلى الخزان الكبير الذي بني خصيصاً لهذه الغاية. كما أنشأت مولدات كهربائية خاصة بها. ولما كانت هناك فضلات كثيرة من قطع الرخام والمرمر من مخلفات العمل فقد قررت الشركة الاستفادة منها في صناعة بلاط (الموزاييك) عن اختلاف أنواعه ، فأنشأت معملاً خاصاً بهذا النوع الذي لاقى رواجاً عظيماً في الأسواق، كما استحضرت كسارة خاصة لطحن هذه الفضلات، وقامت الشركة بتصدير الفائض عن حاجتها وحاجات المصانع المحلية إلى الخارج.
ولدي الشركة الآن عدد من المحاجر في الضفتين أهمها محجر (قصر الحمّام) ويبعد عن عمان حوالي 80 كيلو متراً وتبلغ مساحته حوالي عشرة آلاف دونم، ويستخرج منه الحجر الملون البني والاخضر. كما توجد في الضفة الغربية عدد من المحاجر منها محجر خاص بالشركة ويقع في أراضي بيت لحم ومساحته عشرة دونمات تقريباً ، ويقوم بالعمل في معامل ومحاجر الشركة حوإلى 150 موظفاً وصانعاً وعاملاً.
ويمتاز الرخام الأردني بألوانه المتعددة وأشكاله الجميلة التي لا يضارعها مثيل في أي قطر من أقطار العالم وخاصة اللونين الأخضر والبني ، كما يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في البلاد العربية والأقطار الشرقية في طليعة المشاريع الاقتصادية الناجحة في الأردن ويبشر بفضل جهود القائمين عليه بمستقبل باهر، يساهم في رفع اسم الأردن عالياً في الأسواق العالمية.
وقد قامت الشركة بعرض منتجاتها في بعض المعارض العالمية في بلدان أوروبا ، ومنها معرض باري فى إيطاليا سنة 1950 وقد تلقت الشركة حينئذ من ادارة المعرض المذكور كتاباً يفيد بان القسم الأردني كان في طليعة أقسام هذه الصناعة. كما اشتركت في معرض بادوفا بإيطاليا سنة 1953 واكتسب شهرة واسعة. هذا وقد نقلت الشركة أقساماً من معروضاتها إلى معرض روما ولا تزال تتلقى رسائل الاعجاب والتشجيع من كافة أنحاء العالم. تعود ملكيتها لعائلة بدير